من أحب الأعمال إلى قلب المسلم: عبادة السر، فهي تخلو من كل رياء و سمعة. و هي من قمم الحب بين العبد و ربه. و هي من الإحسان. و تربي النفس على اللجوء إلى الله و التمتع بالعبادة….و انظر إلى قول أحد السلف الصالح: عودت نفسي على صلاة القيام عشرين عاما ثم تمتعت بها عشرين عاما. فلنحرص على عبادة السر: كالصيام و قيام الليل و الصدقة وقضاء حوائج الناس.
كان أبو بكر -رضي الله عنه- اذا صلى الفجر خرج الى الصحراء . فاحتبس فيها شيئًا يسيرًا. ثم عاد الى المدينه. فعجب عمر -رضي الله عنه- من خروجه . فتبعه يومًا خفيةً بعد ما صلى الفجر . فأذا ابو بكر يخرج من المدينه ويأتي خيمة قديمة في الصحراء . فاختبأ له عمر خلف صخره. فلبث ابو بكر في الخيمه شيئا يسيرا ثم خرج. فخرج عمر من وراء صخرته ودخل الخيمه . فأذا فيها امرأة ضعيفة عميــاء وعندها صبيه صغار. فسألها عمر :من هذا الذي يأتيكم. فقالت : لا اعرفه. هذا رجل من المسلمين. يأتينا كل صباح منذ كذا وكذا. فقال عمر :فماذا يفعل ؟ قالت المرأة: يكنس بيتنا ويعجن عجيننا ويحلب داجننا، ثم يخرج. فخرج عمر وهو يقول: لقد اتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر. لقد اتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر.
وكان علي بن الحسين -رضي الله عنهما- يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق بها. ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب. فلما مات وجدوا في ظهره آثار سواد. فقالو: هذا ظهر حمّال، و ما علمناه اشتغل حمالاً. فانقطع الطعام عن مائة بيت في المدينة. من بيوت الارامل والايتام. كان يأتيهم طعامهم بالليل، لايدرون من يحضره اليهم. فعلموا انه هو الذي كان يحمل الطعام الى بيوتهم بالليل وينفق عليهم.
وصام احد السلف عشرين سنة. ..يصوم يومًا ويفطر يومًا. وأهله لايدرون عنه. كان له دكان يخرج اليه اذا طلعت الشمس ويأخذ معه فطوره وغداءه. فاذا كان يوم صومه تصدق بالطعام واذا كان يوم فطره أكله.
لقد كانوا يعملون الطاعات سراً عالمين أن عبادة السر هي سر السبق و سر محبة الودود عز و جل. و لسان حالهم يقول:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًا) مريم 96
أي أن الله تعالى يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات في قلوب عباده الصالحين مودة ، وهذا أمر لا بد منه ولا محيد عنه . وقال قتادة (أي والله ، في قلوب أهل الإيمان ، ذُكر لنا أن هرم بن حيان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم). وكان عثمان بن عفان – رضي الله عنه – يقول : ما من عبد يعمل خيرا ، أو شرا ، إلا كساه الله – عز وجل – رداء عمله .
عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أحب فلانا فأحبه . قال : فيحبه جبريل ” . قال : ” ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلانا ” . قال : ” فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض … رواه البخاري و أحمد و رواه مسلم من حديث سهيل
في أحد الأحياء القريبة من غرب الرياض، كان العم ” أحمد” نائماً فرأى ذلك الرجل طيب المظهر بالمنام. فقال له ” اذهب إلى محمد بن عبد الله التميمي في “الحي الغربي” وقل له أن الله يبشرك بالجنة”. فقام العام “احمد” وقال في نفسه “أضغاث أحلام ” وتجاهل تلك الرؤيا . في اليوم التالي تكررت الرؤيا وظهر له ذلك الرجل حسن المظهر وقال له :” اذهب إلى محمد بن عبد الله التميمي في “الحي الغربي” وقل له أن الله يبشرك بالجنة”. تجاهل عمنا احمد أيضاً تلك الرؤية لليوم الثاني. لكن مالبثت حتى ظهرت له باليوم الثالث كما كانت باليوم الأول.
فقال محدثا نفسه “الحي الغربي ليس بعيداً فما المانع من التحقق من صدق الرؤيا. فعندما وصل إلى ذلك الحي وسأل عن “محمد بن عبد الله التميمي” وجد حقاً رجل يسكن الحي الغربي بنفس الأسم وكانت المفاجأة. طرق الباب وخرج له رجل في الثلاثين من عمره متزوج وله من الأولاد خمس ويسكن معه والداه أيضاً. فقال له العم أحمد قصة الرؤيا فضحك الرجل مبتسماً. فسأله العم أحمد وقال” أسالك بالله مالعمل الذي تداوم عليه حتى جأتك هذه البشرى “
فقال بطلنا التميمي”أرأيت الشقة المقابلة لشقتنا ,هناك تسكن أرملة مع أولادهـا الستة , ولا عائل ولا احد لها سوى الله عزوجــل , وراتبي 3000 ريال فقط . كل شهر اقسم الراتب بالنصف 1500 لي ولأهلي و1500 للأرملة. أضع لها المال من تحت عتبة الباب شهريا، وهي لا تعلم من أين ولا احد يعلم بما اصنعه إلا الله عزوجــل . فهذه الطاعة “سر ” بيني وبين ربي.
آآآآه …ماأجمل ان تعيش على الارض
.. تأكل .. وتنام ..والله ينادي بأسمك
في السماء( اني احب فلانا فأحبوه )
والعباده الخفيه انواع ..منها:
الحفاظ على صلاة الليل ..
ولو ركعة واحده وترًا كل ليله…تصليها بعد العشاء
مباشره… او قبل ان تنام ..او قبل الفجر.. لتكتب عند الله من قوام الليل …
قال صلى الله عليه وسلم :”
إن الله وتر يحب الوتر ..فأوتروا يـــاأهل القرأن” رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن علي بن أبي طالب، وصححه الألباني .
ومنها:
الاكثار من ذكر الله .. فأن من احب شيئًا اكثر من ذكره ….
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم :
“ألا انبئكم بخير اعمالكم .. وأزكاها عند مليككم.. وأرفعها في درجاتكم.. وخير لكم من إعطاء الذهب والفضة. وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربواأعناقهم ويضربوا اعناقكم؟ قالوا:بلى..وما ذاك يارسول الله ؟ قال: ذكر الله عز وجل “. رواه الترمذي و ابن ماجه عن أبي الدرداء و صححة الألبانب في الشاملة
و ختاماً: قال ابن القيم -رحمه الله-: أجمع العارفون أن ذنوب الخلوات هى أصل الإنتكاسات وأن طاعة السر هى أصل الثبات